Page 106 - alamn

‫مراجعة كتاب‬ ‫دراسات أمنية‬

‫العمل الشرطي في الجريمة السيبرانية والإرهاب السيبراني‬

‫توماس هولت» وآخرون‬

‫دار نشر كارولينا الأكاديمية‪2015( ،‬م)‪ )174( ،‬صفحة‬

‫‪Policing cybercrime and cyberterror‬‬

‫‪Thomas J. Holt, George W. Burruss and Adam M. Bossler‬‬
‫‪Carolina Academic Press, Durham, 2015, 174pp‬‬

‫مراجعة وتعليق‪:‬‬

‫د‪ .‬خالد كاظم أبو دوح‬

‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬
‫ملخص الورقة‪:‬‬

‫التكنولوجـــي فـــي إحداث تحـــول في أنماط‬ ‫القـــراء العادييـــن والمتخصصيـــن علـــى حد‬ ‫يقدم هـــذا المقال مراجعة لكتاب «توماس‬
‫الفعـــل الإجرامـــي؛ حيـــث إن المجرميـــن‬ ‫سو ا ء ‪.‬‬ ‫هولـــت» وآخريـــن‪ ،‬ويحمل عنوان «شـــرطة‬
‫(والتنظيمـــات الإرهابيـــة) اســـتفادوا كثي ًرا‬ ‫الجريمة الســـيبرانية والإرهاب السيبراني»‪،‬‬
‫من هـــذا التطور فـــي إحـــداث تغييرات في‬ ‫ويهـــدف المؤلفـــون مـــن هـــذا الكتـــاب‬ ‫والكتـــاب صادر فـــي عـــام (‪2015‬م)‪ ،‬ويقع‬
‫شـــكل الممارســـة الإجراميـــة أو الإرهابية‪،‬‬ ‫إلـــى أن يجـــد كل مـــن صانعي السياســـات‬ ‫فـــي (‪ )174‬صفحـــة‪ ،‬وصـــادر عن دار نشـــر‬
‫مـــن خـــال اســـتخدام بعـــض تطبيقـــات‬ ‫والمحققيـــن والممارســـين لأعمـــال‬
‫تكنولوجيـــــــا الاتصـــــــــال والمعلومـــــات‪،‬‬ ‫ضبـــط ومكافحـــة الجرائـــم الســـيبرانية‬ ‫«كارولينـــا الأكاديمية»‪.‬‬
‫واســـتخدام الأدوات التقنيـــة المتطـــورة‬ ‫فـــي المؤسســـات الأمنيـــة والشـــرطية‬ ‫في إطار عمل الشـــرطة وهيئـــات التحقيق‬
‫فـــي ارتـــكاب هـــذه الجرائـــم‪ .‬ويشـــير هـــذا‬ ‫والقضائيـــة‪ ،‬المعلومـــات والتفســـيرات‬ ‫فـــي الجريمـــة الســـيبرانية والإرهـــاب‬
‫الفصـــل أي ًضا إلـــى أن زيادة اعتمـــاد الحياة‬ ‫المباشـــرة وســـهلة الفهـــم‪ ،‬خاصـــة وأن‬ ‫الســـيبراني‪ ،‬يقـــدم «تومـــاس هولـــت»‬
‫المعاصـــرة علـــى الإنترنـــت والتطبيقـــات‬ ‫من بيـــن هؤلاء يوجـــد غيـــر المتخصصين‪.‬‬ ‫وزملاؤه نقا ًشـــا مفي ًدا وعمـــ ًا ممي ًزا‪ ،‬حول‬
‫التكنولوجيـــة‪ ،‬يجعـــل الكثيـــر مـــن مجالات‬ ‫وأخي ًرا يســـهم هـــذا الكتاب في ســـد فجوة‬ ‫الـــدور المهم الـــذي يؤديه تطبيـــق القانون‬
‫ومؤسســـات الدولـــة معرضـــة للتهديد عبر‬ ‫معرفية كبيـــرة‪ ،‬ويقدم إســـها ًما ممي ًزا في‬ ‫في التصدي للجرائم الســـيبرانية والإرهاب‬
‫الجرائـــم الســـيبرانية‪ ،‬علـــى ســـبيل المثال‪:‬‬ ‫مجـــال علـــم الإجـــرام ودراســـات الجريمـــة‬ ‫الســـيبراني‪ .‬وقـــد انقســـم الكتـــاب إلـــى‬
‫تعتمـــد معظم شـــبكات الطاقـــة والكهرباء‬ ‫الســـيبرانية والإرهاب السيبراني‪ ،‬ولا يقدم‬ ‫ســـتة فصـــول‪ ،‬وبشـــكل عام تغطـــى هذه‬
‫والميـــاه والبنـــوك وحركـــة البيع والشـــراء‪،‬‬ ‫الكتـــاب توصيـــات علمية قويـــة في مجال‬ ‫الفصول عد ًدا مـــن الموضوعات المحورية‬
‫وغيـــر ذلـــك‪ ،‬علـــى الإنترنـــت وتطبيقاتـــه‬ ‫مكافحـــة هـــذا النمط مـــن الجرائـــم فقط‪،‬‬ ‫حـــول بيانات الجرائم الســـيبرانية‪ ،‬ومواقف‬
‫المختلفة‪ .‬وفي هذا الســـياق‪ ،‬تواجه أجهزة‬ ‫بـــل يقـــدم أي ًضـــا اقتراحـــات مهمـــة حـــول‬ ‫ضبـــاط الشـــرطة والمحققيـــن واتجاهاتهم‬
‫الشـــرطة والأمن والقضاء تحديـــات كبيرة‪،‬‬ ‫كيفيـــة البحـــث في المســـتقبل فـــي مجال‬ ‫نحـــو التدريب على العمـــل مع هذه النوعية‬
‫منها؛ عدم الإبلاغ عن الجرائم الســـيبرانية‪،‬‬ ‫دراســـة الجرائـــم الســـيبرانية ومكافحتهـــا‬ ‫مـــن الجرائم وطـــرق مكافحتها‪ ،‬ورصد أهم‬
‫والارتبـــاك القضائـــي والتشـــريعي الخاص‬ ‫الضغـــوط والتوتـــرات ومســـتويات الرضـــا‬
‫بهـــذه القضايـــا‪ ،‬نظ ًرا لعـــدم ملاءمة بعض‬ ‫والوقايـــة منهـــا‪.‬‬ ‫أو عـــدم الرضـــا‪ ،‬التـــي يشـــعرون بهـــا أثناء‬
‫نصـــوص القانون للطبيعـــة المتغيرة لهذه‬ ‫ويقـــدم المؤلفـــون خـــال الفصـــل الأول‪،‬‬ ‫عملهم‪ ،‬والآثـــار المترتبة على هذه النوعية‬
‫الجرائـــم والأعمـــال الإرهابية التـــي تتم عبر‬ ‫لمحـــة عامـــة عـــن الجرائـــم الســـيبرانية‬ ‫مـــن الجرائم علـــى المجتمـــع‪ .‬ويعتبـــر هذا‬
‫الفضـــاء الســـيبراني‪ ،‬كمـــا أن منظمـــات‬ ‫والإرهـــاب الســـيبراني‪ ،‬بالإضافـــة إلـــى‬ ‫الكتاب بشـــكل عـــام؛ عم ًل منظ ًما بشـــكل‬
‫الشـــرطة والتحقيـــق تحتـــاج للعديـــد مـــن‬ ‫التحديـــات التـــي تواجـــه القوانيـــن المحلية‬ ‫منهجـــي وموضوعـــي‪ ،‬ويمتـــاز بأســـلوب‬
‫المرتبطـــة بمكافحـــة هـــذه الجرائـــم‪،‬‬ ‫ســـهل وشـــائق‪ ،‬ومكتوب بلغة تســـتهدف‬
‫ويســـلطون الضـــوء علـــى دور التقـــدم‬

‫‪106‬‬